عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-22-2014, 07:18 PM
سحابة صيف غير متواجد حالياً
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 4132
 تاريخ التسجيل : Aug 2013
 فترة الأقامة : 3896 يوم
 أخر زيارة : 01-15-2019 (07:05 PM)
 المشاركات : 5,700 [ + ]
 التقييم : 12684
 معدل التقييم : سحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond reputeسحابة صيف has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
عدد الترشيحات : 30
عدد المواضيع المرشحة : 15
رشح عدد مرات الفوز : 6
شكراً: 4,324
تم شكره 4,163 مرة في 2,383 مشاركة
افتراضي السمفونية الرمادية





يا أحبابي :

كان بوُدّي أن أُسْمِعَكُمْ

هذي الليلةَ ، شيئاً من أشعار الحُبّْ

فالمرأةُ في كلِّ الأعمارِ ،

ومن كلِّ الأجناسِ ،

ومن كلِّ الألوانِ

تدوخُ أمامَ كلامِ الحُبّْ

كان بوُدّي أن أسرقَكُمْ بِضْعَ ثوانٍ

من مملكةِ الرَمْلِ ، إلى مملكةِ العُشْبْ

يا أحبابي :

كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ

شيئاً من موسيقى القلبْ

لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ

فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ ...


-2-


يا أحبابي :

كيف بوُسْعي ؟

أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ فيِ أنيابِ

الرُعْبْ ؟

أن أتجاوزَ هذا الإفلاسَ الروحيَّ

وهذا الإحباطَ القوميَّ

وهذا القَحْطَ .. وهذا الجَدْبْ .


-3-


يا أحبابي :

كان بودّي أن أُدخِلَكُمْ زَمَنَ الشّعِرْ

لكَّن العالمَ – واأسَفَاه – تَحوَّلَ وحشا مجنوناً

يَفْتَرِسُ الشّعرْ ..

يا أحبابي :

أرجو أن أتعلَّمَ منكمْ

كيف يُغنّي للحرية مَنْ هُوَ في أعماقِ البئرْ

أرجو أن أتعلّم منكمْ

كيف الوردةُ تنمُو من أَشْجَارِ القهرْ

أرجو أن أتعلّم منكمْ

كيف يقول الشاعرُ شِعْراً

وهوَ يُقلَّبُ مثلَ الفَرْخَةِ فوقَ الجمرة..


-4-


لا هذا عصرُ الشِعْرِ ، ولا عصرُ الشُعَراءْ

هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ ؟

هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ ؟

أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ؟

هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ

أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماءْ

تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ .. تقاطيعُ القَتَلَهْ

مقتولٌ يبكي مقتولاً

جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً

وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ

لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ

فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ ،

بلا أسماءْ ...

الشاعرة سعاد الصباح




رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ سحابة صيف على المشاركة المفيدة:
 (08-19-2015),  (08-22-2015)