كان هناك امرأة أرملة لم يكن لها معين الا الله وحده ثم نفسها لتعيل أطفالها ...
كانت تقدم لهم العطف والحب والأمان ... وكانت صابرة مؤمنة مما جعلها تصبح قوية
وعندما حل الليل وبينما هم نيام اشتدت الرياح وازدادت الأمطار.. وكان بيتهم ضعيف الاساس
ومن كثرة قلق الام على أطفالها بقيت مستيقظة تحتضن أطفالها بقربها ليحصلو على أكبر قدر
من الدفء والامان
وللحظة قامت الام واحضرت ورقة وكتبت عليها بضع كلمات .. ومن ثم وضعتها في شق الحائط
... وأخفتها عن نظر أطفالها
في تلك الاثناء لم تكن تعلم الام ان احد اطفالها كان يراها وهي تضع شئ في شق الحائط
مرت الايام تعقبها السنوات .. تغير الحال واصبح الاطفال رجال .. فقد كانو متعلمين مثقفين
مما جعلهم يتركون بيتهم الصغير ليسكنو بيتا في المدينة ..
ما ان لبثت امهم بينهم سنة واحدة حتى توفاها الله ... وبعد انتهاء العزاء
اجتمع ابنائها وفي لحظة ذهب كل منهم بذكرياته عن امه وفجأة تذكر أخاهم الأكبر
ان امهم قد وضعت شيئا في حائط بيتهم القديم
فأخبر اخوته بذلك فهرعو مسرعين الى ذلك البيت وعندما وصلو نظر الابن الى الحائط
والتقط الحجر الذي يغلق فيه الشق وعندها وجد ورق في الداخل فسحبها
واذا بالبيت يهتز بقوة فخاف ابناء المرأة من أن يسقط البيت عليهم فابتعدو بسرعة الى
جهة اخرى فوقع البيت .
وعندها حل الصمت بين الاخوة للحظات
وعلا وجوههم الاستغراب والذهول كيف بذلك يحدث ؟
قال احد الابناء هل الورقة معك يا أخي ؟؟
اجابه نعم .
قالو له بصوت مرتفع افتحها
فلم تكن تحتوي الا بضع كلمات
وهي اصمد باذن ربك
ياه ما أعظم تلك العبارة وما أروع تلك المرأة وأصدق ايمانها
عندها ترحم الابناء على امهم وعرفو اخر درس قد علمتهم اياه وهو
ان يتقو الله حق ثقة وان يكون لهم ثقة كبيرة بان الله تعالى ييسر امورهم لما فيه الخير
الثقة بالله امر عظيم غفلنا عنه كثيرا فما احوجنا اليوم الى هذه الثقة لنعيد بها توازن الحياة المنهار