وقفتُ كما العاشقين

كورود ذابلة في طوق الياسمين

أنتظر بخوف

أن يكسر قلبي وعده الحزين

بنسيانك...

وقفتُ كسيمفونية

أتعبتْ الأوتار

مبعثرة كورود الغار

كعطر البتول...

تائهة في عمق الخريف

بين شكيّ و يقيني

و أنتَ تشريني

و كل الفصول...

سوف لن أسأل عنك...

أيها الخرافي المتحجر بين ثنايا الجراح

أيها الصاعد جبال الرياح

أيها المختفي بين طيات الربى

و بين مياه الجداول

كوقفة الملك الحزين...

أيها الوفي المتعطش للحنين

سوف لن أسأل عنك المطر

سوف لن أبعث لك

همساتي بين حفيف السنابل

سوف لن أفكر فيك

و لن أجادل...

كهنة اشتياقي لوجهك

و لن أقاتل...

الأيام لأجلك

و لن أمضي حياتي في الانتظار...

سوف لن أسأل عنك

الساكنين الانهيار ...

سوف لن أبكي غيابك

في احتضار...

سوف لن تراك عيناي

من اليوم و تضمحل...

سوف لن تبكيك

بين شهقات الوتر

سوف لن تنهار

أمام تغريدتك المسائية

سوف أعلمها ألا تعشق

ترنيمتك الخيالية

لكن من يحتل مكانك...؟

من يملئ بترانيم روحه فراغك...

من يطرد من قلبي أشباحك ...؟

من يغسل الحيطان من عطر لوحاتك...؟

من يهتف ليلا و يغني لنسيانك...؟

أيها العابر بين كلماتي الخرافية

أيها المقيم المهاجر...

أيها الجبان المغامر...

أيها المهووس فجرا بالأنشودة الإلهية

من يعزف لي في غيابك سيمفونية...؟

من يقتل في عقلي أفكارك الرمادية

من يطفئ من يدي لهيب سلاماتك ...؟

من يشفيني من أوهامك الشفقية

من يذهب لحضن الشمس يوما

و يأتيني بأغنية...؟

و سوف لن أسأل عنك َ الأغنية؟؟

سوف لن أبتاع تذاكر المجيء إليك

سوف لن أركب قطار المجهول إليك

سوف لن أسافر...

تاركة ورائي الأحلام إليك

سوف لن تخطفني

اللحظات الهاربة إليك

سوف لن أمشي وراء شبيهك

في الطرقات كل مساء

سوف لن أصادف من بعدك

في حياتي شقاء...

سوف لن أكتب في اليوم

ألف مكتوب و أمزق...

قرّرت بعدك ألا أغرق

في تفاصيلي البوهيمية ...

قررّت ُألا أمشي على حافة الهاوية

و أخاف السقوط...

قررّتُ ألا تحزن وجنتاي

و ألا ترسم عليها أشجانك

آلاف الخطوط...