#1
|
|||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||
طحين وصابون وسكر
كان في مدينة أمير عطوف , محبوب ومقدر من جميع رعاياه .
غير أنه كان ثمة رجل فقير الحال , معدم جعل دأبه وديدنه ذمّ الأمير , والتشهير به . وتحريك لسانه أبداً ودائماً في التشنيع عليه . وكان الأمير يعرف ذلك , ولكنه ظلّ صابراً لا يحرّك في شأنه ساكناً . وأخيراً خطر بباله أن يضع له حدّاً , وأرسل إليه في ليلة من ليالي الشتاء خادمه , وحمّله كيس طحين وعلبة صابون , وقالب سكر . قرع الخادم باب الرجل وقال : "أرسل إليك الأمير هذه الهدايا , علامة تذكار . ودليل رعاية." وشعر الرجل بالزهو , وأخذه العجب , إذ حسب أن الهدايا تكريم من الأمير له , وذهب في نشوة الكبرياء إلى أحد أصدقاءه وأخبره بما فعل الأمير قائلاً : "ألا ترى كيف أن الأمير يطلب رضاي ؟" ولكن صديقه قال : "إيه ! ما أحكم الأمير وما أقلّ فطنتك ! إنه يتكلم بالرموز . الطّحين لمعدتك الفارغة والصابون لقذارة سريرتك والسكر ليحلو لسانك المر وأصبح الرجل خجلاً منذ ذلك اليوم , حتى من نفسه وسكت بعد ذلك , ولم يتعرض للأمير بكلمة . تعقيب على القصة في كثير من الاحيان ننسي فهم الناس فنعتبر الادب والاخلاق والطيبة ضعفا واستكانة يجب ان نحترم الجميع ونعاملهم بما يستحقون |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|