#1
|
||||||||||
|
||||||||||
نسائم رمضان لاحت في الأفق
الخطبة الاولى
أما بعد فيا أيها الناس : كلما اقتربت أيام الخير ، سبقها نسيمها ، معانقا للقلوب المرهفة التي تشتاق للقياها ، وها نحن نستنشق نسائم رمضان قد علت في الأفق ، وخالطت القلوب ، فالقلوب ترتعش شوقا لهذا الشهر الكريم . عباد الله : الجمعة القادمة ستكون من رمضان بلا شك ، وهذه آخر جمعة قبل رمضان ، فلابد من الحديث عن ترتيب الأوراق قبل رمضان وفي أثنائه ، ها نحن نرى الناس قد انقضت على المحلات التجارية التي قد استعد أصحابها بكل متطلبات الأكل في رمضان ، وقد امتلأت مخازن وثلاجات البيوت بكل ما اشتهت النفوس ، فاللهم لك الحمد على هذه النعم والخيرات ، وقد غفل البعض عن متطلبات النفوس والأرواح في شهر رمضان ، وهي أهم مما استعدوا له ، فالأكل والشرب في سائر السنة ، ولكن رمضان أيام معدودات ، إذا مضت لا تعود إلا في العام القادم ولربما تعود وأنت مفقود . معاشر المسلمين : كل من عرف قيمة شيء استعد له، ورمضان كلنا نعرف قيمته وفضله ، فهل استعدينا له ، إن لرمضان نسائمَ يشمها كل من اشتاق له ، ولهذا تغرس في قلبه حب الطاعة والعمل الصالح ، وتجعله يتباعد عن المعصية والمنكر ، فتجد المؤمن يجلس مع نفسه مرتبا لساعات يومه وليلته ، حريصا ألا يفوت منها ثانية إلا في عمل صالح . إن المؤمن في هذه الأيام يملك نفسا مرهفة ، يحدوها الشوق ، ويقود بها الأمل ، لأنه يعلم ماذا يحمل رمضان من أدوات الفلاح . أيها الناس : قبل رمضان لنعلم أن من حولنا صنفين من الخلق يؤثرون علينا ، وتأثيرهم قد يكون خيرا أو شرا ، لنكن على حذر ممن يسرقون منا رمضان ، إذا وضع المسلم أمام ناظريه قاعدة يسير عليها ، وهي أن رمضان للطاعة فقط ، فإنه لا يلتفت لكل الملهيات من حوله ، ولقد كثر حولنا أهل الشهوات الذين قال الله فيهم ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) فليكن شهرنا شهرا لا لهو فيه ولا لعب ، فلا للأفلام ولا للسينما ولا للمباريات ، ولا للسفريات للنزهة ، ولا للأسواق ، ولا للاستراحات ، ولا لإضاعة الوقت في غير طاعة ، ليكن شعارنا في رمضان ( لن يسبقني إلى الله أحد ) ولو قال قائل : لم هذا التشديد ، والله قد أحل المباحات والترويح عن النفس ، والجواب : أن رمضان غال على نفوس المؤمنين كل ثانية فيه لها قدر عظيم عند الله ، والمؤمنون يعلمون أن السعادة التي ينشدها كل أحد هي في الطاعة وليست في المباحات ، فلذة الصوم تفوق كل لذة مباحة فضلا عن المحرمة ، وكذا لذة النفقة والصدقة ، ولذة قيام الليل ، فمن وصل لهذه الدرجة أنه يتلذذ بالعبادة ، فإن شهوات الدنيا كلها لا تفتنه ولا تصرفه عن طاعة ربه ، كما قال بعض السلف : نحن في لذة لو يعلم بها أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ، وكما قال الآخر : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أحسن مافيها ، قيل وما أحسن ما فيها قال حب الله . فلنحرص على أن نتذوق السعادة من خلال الطاعة ، فالبعض يبحث عن السعادة الدنيوية في شهوات الدنيا وملاذها الحلال والحرام منها ، ولم يجربوا البحث عنها في طاعة الله ، فسعادة الدنيا والآخرة في طاعة الله كما قال سبحانه ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) والحياة الطيبة هي السعيدة . اللهم أذقنا لذة طاعتك ومحبتك يا رب العالمين . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .... الخطبة الثانية أما بعد فيا أيها الناس : لقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان ، فقد أخرج النسائي في سننه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم " هكذا كان نبيكم صلوات الله وسلامه عليه يبشر اصحابه برمضان حاضا لهم على التزود من العمل الصالح ومتسابقين فيه لنيل خيراته خصوصا ليلة القدر ، فلا تملوا عبدالله من تذكير أنفسكم ومن حولكم بفضل رمضان ، فإن هذا من التناصح في الخير ، والتعاون على البر والتقوى . أيها المسلمون : لذة الإنفاق أعظم اللذات ، حتى قيل إن لذة الإعطاء أعظم من لذة الأخذ ، فتفقدوا أقاربكم وجيرانكم ، أشركوهم في طعامكم ، أطعموا الطعام في رمضان فهو من خير القرب إلى الله ، ومن أسباب دخول الجنان عأـ. وإن مما ينبغي للمسلم أن يحرص عليه في هذا الشهر الكريم ، أن يكون باب فرج لمن حلت بهم الكرب ، خصوصا أهل الديون ، والحاجات ، ومن يقبع في السجون من أجل أموال عجز عن سدادها ، وقد توفرت السبل لهذا العمل الصالح ، ففي دقائق معدودة وأنت في بيتك تستطيع أن تفرج عن مسجون ومكروب ، عن طريق فرجت وتيسرت ، فما أعظمه من أجر أن تجمع بين رب أسرة وأسرته وقد طالت غيبته عنهم ، بسبب ديون تراكمت ، ولك أن تخرج زكاتك في هذا الباب ، فهي من مصارف الزكاة ، إن المؤمن الفطن الذي يجعل له جدولا يرتب فيه العمل الصالح ويضرب بسهم في كل باب من أبواب الخير ، من الآن وليس إذا دخل رمضان ، اجعل لك في الخير نية حاضرة ، فلعلك لا تبلغ رمضان فينالك أجر النية الصالحة . عباد الله : من أول ليلة من رمضان ، اجعل لك وردا من القرآن تقرؤوه كل يوم وليلة ، ووردا من الذكر في كل يوم وليلة ، ومبلغا من المال محددا في كل يوم وليلة ، لا يذهب عليك رمضان في النوم في النهار واللهو في الليل ، فتكون من المحرومين , اللهم بلغنا رمضان ومن علينا فيه بصالح الأعمال |
03-18-2023, 11:50 AM | #2 | ||||||||||||
عدد الترشيحات : 0
عدد المواضيع المرشحة : 0 عدد مرات الفوز : 0
شكراً: 1,153
تم شكره 122 مرة في 78 مشاركة
|
رد: نسائم رمضان لاحت في الأفق
نسائم رمضان اهلت
الله يعيدو علينا وعليكن بالف خير الله يغفرلنا جميع ونكون من العتقاء يارب |
||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|