مدونة دينية - الا بذكر الله تطمئن القلوب

قال خباب بن الأرت : تقرب إلى الله بما استطعت فلن يتقرب إلى الله بشئ أحب مما خرج منه وصدق فإن خير الشواغل التشاغل بالقرآن

نحن نقاوم ألم الحياة بالسجود..
ونحارب ألف ليلةٍ قاسيةٍ بكثرة الدعاء ما إن شَعَرنا بفتورٍ يأكُل أيّامنا نستعين عليه بصدق الخفاء وضبط النّيّة، ليس منّا من يقف بالمنتصف، أو يميل عن جادّة الغرس، كلّما تعَثَّرَت خُطانا وَقَفنا، وكُلّما كَلّت قلوبنا ذَكَرنا، وكلّما ثَقُلَت أقدامنا عن المسير تذَكَّرنا قلب النّبي فقُمنا، وأكمَلنا رغم صعوبة الخُطى،
نُبتلى؟ نعم! نفقد نصف أجسادنا على حَافّة الطّريق؟ نكتب من دمع العيون كلمات الأمل؟ نَمُرّ بكلّ دقيقةٍ بشتاتٍ ثمّ هدوء؟ تعصف بنا الأفكار هنا وهناك؟ نعم! لكنّنا تَزَيَّنا باليقين ثوبًا يستر عورة الضَّعف والذُّبول، أخذنا العهد على المحمل الجَدّ، فاشتَدّ، نعلم يقينًا أنّ بعد الليل بزوغ، وأنّ كُلّ مُرّ سَيَمُرّ، أبَعدَ كل هذا نقف! بل صَبرُ ساعة، وجَنّةٌ خالدة ..

يارب وإن ضاقت فأنت رب السِعة" {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}

النّفس الزاكية تعطي أكثر مما تأخذ , تبذل أكثر مما تبغي , كلّ من حولها من القرابى وما قبلهم الوالدين واليتامى وغيرهم لهم حظًّا ومكانه ,
قلبها يتّسع الجميع , نفسًا سخيّة تُحِبّ أن لا يفتر المكان من كتابة الحسنات لها ..
إذا وجدت هذه النفس تُعطي سينالها أذى حتى تُبتلى فإذا صبرتْ سَمَتْ وارتقَـتْ ,
وعلى قدر بذلها يكون عُلوّها عند ربّها جلّ وعلا

إلى (وتري) ، إلى فجري
إلى الروضاتِ في قبري

إلى كفٍّ أمدّ بها
لأجل الملتقى صبري ()

إلى حبٍّ يؤانسني
إذا ما ضاق بي أمري

إلى الرحمن أطلبهُ
ينير بذكره عمري ()

أطمئن لا ينساك الله

‏ولو ظننت أنّك بالكاد تتحمّل الحياة

‏يؤتيك باليُسر والفرَج في ذلك الحين

‏الّذي تشعر فيه :

‏أنّك على شفا حُفرة من السقوط

‏فالله إذا أراد بك خيراً

‏تعجبت من طريقته

‏يأتيك الخير من بين ألفِ ضيقٍ

‏ليرسلك إلى شيئٍ أكبر من الإتساع

‏الله كثير الرحمة

القرآن دواء القلوب

( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

ابدأ يومك بالقرآن تجد الطمأنينة و الراحة و السعادة
سارع وابدأ بالمداومة على قراءة و حفظ القرآن الكريم من الآن ..
لا ندري أين سنكون غداً

مهما تعثرت وسقطت لا تظن بأنك عاجز عن الخروج من وحل المعاصي، انهض وتطهّر ولا يُقعدك سوء الظن بسعة رحمة ربك

يقول ربّي تبارك وتعالى: (والذينَ جاهدُوا فينا لنهدينّهم سُبلنا) إذا جاهدت نفسك على الطاعة وترك المعصية، تأكّد بإذن الله أنّه بيهديك ويفتح عليك فتوحًا عظيمة.

تأمل كلمة (لنهدينّهم) أكّد بمؤكدين : لام التوكيد ، ونون التوكيد الثقيلة. مجاهدة منك ستمهّد لك الطريق بفضل الله إلى سبيله ومرضاته، فاستعن به ولا تملّ من مجاهدة نفسك وشهواتك، حتى الذنب اللي تشعر بإنك تعبت تحاول تتركه وما قدرت، لا تيأس!

لأن كلما زاد شعورك بالضعف وقلة الحيلة في الصبر على الطاعة وترك الذنوب، تكبر مجاهدتك ويشتد لجوئك لله تعالى إنه يخلصك من كل شيء لا يُرضيه وتكون له كما يحب

ووالله لو رأى الله في قلبك هذه المشاعر ما راح يخيّبك وبيقوّيك على التوبة والصبر (ويا قوم استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوةً إلى قوّتكم) من أهل العلم من قال بأنه يمنحكم قوة في النعم وقوة جسدية وحسية بسبب الاستغفار والتوبة، فلا يحول بينك وبين المجاهدة والرجوع إلى الله شيء.

الحمدلله إن الله كريم يُقبل على من أقبل عليه، ولا يرد من سأله، ويستحي أن يرد يدي عبده صفرًا إذا دعاه، ويفرح بالتائب لأنه يريد لعباده الخير، ولا تضيع مجاهدتك ومحاولتك عنده أبدًا أبدًا

"‏لا شيء يغمر القلب ببرد الطمأنينة مثل استشعار معيّة الله؛ أن تستحضر فكرة أن الله معك ويعلم كلّ شيء، وأن الأمر أمره والتدبير يجري وفق حكمته، وحاشاه أن يضيّعك وأنت الذي قصدتَ بابه، وفوّضت له صغير أمرك وكبيره."

قال الإمام الشوكاني -رحمه الله- :

من أراد الاستكثار من فضل الله من الحسنات، فليقل: "اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات" فإنّه يُكتب له من الحسنات ما لا يحيط به حصرٌ ولا يتصوّره فكرٌ ، وفضل اللّه واسع .

جاء رجل فقال يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: " اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني .. فإن هؤلاء تجمع لكَ دنياك وآخرتك ".

اللهم اجعلني من الذين تُدَبَّر فرحتهم في السماء الآن وأمانيهم أوشكت أن تكون، اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات، اللهم أَخرجني من حَولي إلى حَولك ومن تدبيري إلى تدبيرك ومن ضعفي إلى قوتك