النّثر الفنيّ هو النّثر الذي يظهر فيه الانتقاء الجيّد للألفاظ من قِبل الكاتب في تقديم فكرته أو موضوعه، لذلك يُعدّ هذا النّثر من الأنواع التي يتميّز فيها الكاتب بأسلوبه الخاصّ، ولهذا النّوع أربعة أقسام، وهي:[٤] النّثر الأدبيّ، الذي يتميّز باهتمامه في الكلام ليكون مؤثراً على أسماع النّاس ونُفوسهم، وذلك من خلال توافقه وتناغمه مع الموقف الحاضر، كما أنّه أكثر الأقسام الأربعة التي تُعنى بضرورة انتقاء المُفردة، لذلك يُعدّ هذا القسم مُهمّاً لدى الكاتب في إظهار جودة ما ينظمه، وجمال أسلوبه بما يتناسب مع الحال والمعنى، فهو مُغذّى بالعاطفة، والخيال، ومن الجدير بالذِّكر أنّ هذا النّوع يتضمّن المُراسلات الأدبيّة والإخوانيّة التي يتمّ التّطرّق إليها بتهنئة، أو تعزية، أو عِتاب، أو اعتذار، وممّن عُنيوا بهذه المُراسلات: ناصيف اليازجيّ، والشّدياق، ومصطفى لُطفي المنفلوطي، كذلك تُعدّ الخطابة، والوصف من أشكال النّثر الأدبيّ. السِّير الذّاتيّة، والقصص، والرّويات، والمسرحيّات النّثريّة. الدّراسات التّحليليّة والنّقديّة، بالإضافة إلى الحديث عن الأمور المعنويّة مثل الجماليّات، والعواطف، والأذواق، وغيرها. تاريخ الأدب وما يتضمّنه من الحديث عن الأدباء والعصور التي عاشوا بها، وأثر البيئة التي سكنوها فيها حياتهم، وكلّ ذلك يكون بعد التّحليل والنّقد لما قاموا بها في عصورهم حتّى نتاجاتهم في الحياة. النّثر الاجتماعيّ يُعنى هذا النّوع من النّثر في إيصال الفِكرة مبتعداً عن جماليّات الألفاظ وزخرافتها، فكّل التّركيز مُنصبٌّ على عِلاج المُشكلة بعد إيصال مضمون الفكرة، لذلك يتّسم هذا النّوع بصحّة المُفردة، كما يتطرّق للإتيان بالحُجج، وجلب الأمثلة، بالإضافة إلى العمل على إقناع المُخاطب، ومن الجدير بالذِّكر أنّ هذا النّوع يتناول علاج الأمور التي تُواجه المُجتمع، من الجهل، والمرض، والفقر الاقتصاديّ، وكذلك العادات غير الجيدة في المُجتمع، والمرأة وحقوقها، وغيرها ممّا يتعلّق بالمُجتمع، ويجب الإشارة إلى أنّ الكاتب قاسم أمين، وبطرس البستانيّ، وجبران خليل جُبران، من أتباع هذا الّلون النّثريّ.[٤